هل تمتد حرب غزة حتى أمريكا؟

وحذر المحلل السياسي وضابط المخابرات الأمريكية السابق "مايكل شوير"- في مقال له نشره موقع "أنتي وور" الليبرالي- من أن "إسرائيل" دائمًا ما تحاول إقناع الولايات المتحدة بأنهم في نفس القارب ويواجهون نفس العدو، وهذا لن يؤدي في النهاية إلا إلى خطر داهم سيترصد أمريكا.

لو كانت أمريكا قد حظيت بسياسة خارجية ترفض مبدأ التدخل في شئون الآخرين، لكنا جميعًا نشكر الآن رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، إيهود أولمرت، على منحه الرئيس المنتخب "باراك أوباما" درسًا وافيًا في اللاعلاقية المطلقة بين حرب "إسرائيل" وفلسطين وبين المصالح القومية للولايات المتحدة. فمنذ أكثر من أسبوع على الاجتياح "الإسرائيلي" لغزة، لا تزال أمريكا تعيش وتتنفس ولم يُقتل أحد من مواطنيها، وهو ما يجب أن يكون، لأن هذه حربهم الدينية وليست حربنا.

لو كان مبدأ عدم التدخل هو عقيدتنا التي نلتزم بها- كما أراد المؤسسون الأوائل لأمريكا- فإن حرب غزة كان يمكن أن تستمر يومين إضافيين أو شهرين إضافيين ولا يكون منا ببساطة إلا هز أكتافنا والغمغمة بقول: "ما علاقتنا؟" إن أمريكا يمكن ببساطة أن تستمر في طريقها، وتعيد بناء اقتصادها، وتتعجب من جنون ديانتين يتقاتلان حتى الموت من أجل أرض رملية قاحلة في أقصى الطرف الشرقي للبحر المتوسط.

ولكن لسوء الحظ، فإن أمريكا اليوم يديرها نخبة سياسية وإعلامية تدمن سياسة التدخل. وكان هذا سيصبح سيئًا بما يكفي إذا كان هؤلاء الرجال والنساء لديهم الذكاء للتدخل والوصول لنتيجة تفيد المصالح الأمريكية، ولكنهم ليسوا كذلك. فهم- بالرغم من درجاتهم العلمية من مدارس "إيفي ليج" المرموقة- أناس غير متعلمين وسذج لا يزالون يعيشون في حقبة الحرب الباردة، ويؤمنون على نحو أحمق أن أمريكا هي زعيم المجتمع الغربي/ وحلف شمال الأطلسي "الذي يعاني الآن طور الاحتضار فوق سهول أفغانستان"؛ وأن الأمم الأخرى تتطلع للقيام بالأعمال القذرة نيابة عنها؛ والأخطر من ذلك بأسره، إيمانهم أن مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة و"إسرائيل" متطابقة.