تتم عمليات الابرار الجوي اما باسقاط القوات بالمظلات او بانزالها بالمروحيات او بالوسيلتين معا
وتحظى قوات الابرار الجوي باهتمام شديد من القادة العسكريين عند التخطيط للعملياتوخاصة العمليات الهجومية
ويمكن اجراء عمليات الابرار الجوي للقوات على المستوى التكتيكي او التعبوي كما قد يجري على المستوى الاستراتيجي وفي هذه العمليات تقوم القوات بتنفيذ مهام قتالية اثناء العمليات الحربية لصالح القوات البرية وعادة تتم عملية الابرار جوا في تشكيلات لا تقل عن اللواء وتستعمل في شكل وحدات صغيرة للقيام بعمليات خلف خطوط العدو وذلك لتدمير مواقع حيوية للعدو او نسف مستودعات الذخيرة او اسلة التدمير الشامل التي يعدها العدو للاستخدام في الخلف وهذه العمليات خاصة جدا وتحتاج لقدرات عالية وتدريب دقيق واعداد محكم قبل تنفيذها.
نبذة تاريخية
ظهرت اولى المحاولات لاستخدام المظلات عسكريا حوالي سنة 1930 وكان ذلك ضمن مناورات للجيش الروسي قرب موسكو ثم استخدمت المظلات خلال الحرب العالمية الثانية حيث كان للاتحاد السوفياتي اكثر من مليوني جندي مدربين على اعمال القفز بالمظلات كما كان للالمان حوالي فرقة من القوات الهابطة بالمظلات وهي تلك التي اشتركت في احتلال النمسا وفي كثير من عمليات الازعاج والتخريب خلف خطوط العدو اما اكبر العمليات التي نفذتها قوات المظلات الالمانية فكانت عملية احتلال جزيرة كريت سنة 1941
كما انشئت امريكا قوات ابرار جوي سنة 1940 واشتركت في عمليات حيوية خلال معارك الجزائر والنورماندي
وانشات بريطانيا قوات مظليين عام 1941 حيث شكلت فرقتين اشتركتا في العمليات بشمال افريقيا وفي عمليات غزو النورماندي وعمليات شمال فرنسا
ثم انتشر استعمال هذا النوع من القوات في اغلب دول العالم بعد الحرب وتطورت وسائلها وطرق نقلها وامكاناتها حيث استعملت الحوامات بشكل واسع للقيام بعملية النقل والدعم والاخلاء
شاركات قوات الابرار الجوي في كثير من الصراعات العالمية مثل فيتنام وكوريا والشرق الاوسط كما قامت مصر بعمليات ابرار جوي مؤثرة خلال حرب رمضان سنة 1973 مثل عملية الابرار في منطقة راس سدر بقوة كتيبة من القوات الخاصة لمنع تقدم العدو باتجاه القوات المصرية العابرة للقناة
اسلحة ووسائل الابرار الجوي
تتمعت قوات الابرار الجوي بالمرونة والمناورة السريعة وخفة الحركة والتنقل خصوصا بعد ظهور تكتيكات الحرب البر /جوية الحديثة
حيث يمكن اليوم نقل قوات ميكانيكية مسلحة بانواع الاسلحة الثقيلة نسبيا الى جهات بعيدة
وتجدر الاشارة الى اهمية نوع التدريب الذي تحظى به هذه القوات سواء على مستوى القوات الخاصة او القوات الممولة او اطقم الطائرات والمروحيات
ان عمليات الابرار الجوي التعبوي او الاستراتيجي تحتاج الى نقل قوات كبيرة الى اماكن العمليات وهو ما يتطلب تجنيد عدد كبير من المروحيات والطائرات المخصصة لعمليات النقل حيث تكون مجهزة باماكن للمظلات اضافة لنوع التسليح الذي لابد من ان يكون خفيفا ودقيقا وقويا في ان واحد
الحوامات والابرار الجوي الحديث
مع التطور التقني الحديث امكن تطوير الحوامات الحربية وادخال اساليب جديدة لاستخدامها في عمليات خاصة حيث ان عمليات الابرار الجوي لم تعد تعتمد كثيرا على الانزال بالمظلات بل اصبح الدور الاهم لفرسان الجو المنزلين بواسطة حوامات مجهزة او طائرات نقل خاصة
هذه الخصوصية دفعت بالدول الكبرى والمنتجة الى ايجاد حوامات ابرار جوي ملائمة لمتطلاباتها في هذا الميدان ومن ابرز هذه الحوامات :
الحوامة الامريكية سيكورسكي 60 أ بلاك هوك وهي حوامة حربية ذات محركين متعددة المهام يتكون طاقمها من طيارين ورام للمدفع ويمكنها حمل 14 جندي بكامل اسلحتهم ومعداتهم او تحمل بحمولة عسكرية تصل الى حوالي 4 طن وتبلغ سرعنها 296 كلم بالساعة
مروحية ah64 اباتشي وهي مروية قتالية مهمتها قنص الدبابات والهجوم الارضي وتساند في عمليات الابرار الجوي في مراحلها المختلفة
وأشهر فرقة محمولة جواً هي الفرقة 101 الأمريكية.الفرقة 101 المحمولة جوا الامريكية
الفرقة 101 المحمولة جوا هي الفرقة الهجومية الجوية الوحيدة في العالم وهي قادرة على نشر الآلاف من القوات على مسافات بعيدة وراء خطوط العدو بسرعة لا تُضاهى.
ولدى الفرقة، التي تعرف باسم النسور الزاعقة، أكثر من 280 طائرة مروحية، بما في ذلك ثلاث أسراب من المروحيات المقاتلة من طراز أباتشي.
والمرونة التي تتسم بها هذه الأسراب الثلاثة التابعة للفرقة 101 المحمولة جوا تجعل منها أصلا تكتيكيا يتمتع بقيمة عالية يخضع لطلب كبير من قبل القادة الميدانيين.
ويعتقد العديد من المحللين بأنه من المؤكد أن الفرقة 101 ستستخدم في أية حرب برية ضد العراق، على نحو ما حصل إبان "عملية عاصفة الصحراء" في عام 1991.
ففي ذلك الحين، أصدر أمر إلى جنود من الفرقة 101 بالذهاب إلى عمق الأراضي العراقية وإقامة قاعدة متقدمة قوامها أكثر من 2,000 جندي، و50 عربة نقل، ومدافع وأطنان من الوقود والذخائر.
ووصف محرر مجلة "جينز وورلد آرميز"، التي تتابع أوضاع الجيوش حول العالم، الرائد تشارلز هايمان – الذي خدم في الفرقة 101 المحمولة جوا في الثمانينات على أساس إلحاقه بها أثناء خدمته في الجيش البريطاني – الفرقة بأنها "وحدة على قدر عال من الفعالية والحركة" تتمتع بـ"تاريخ مجيد".
وأضاف: "إنهم يتمتعون بمستوى عال من الاندفاع، ولديهم ضباط وضباط غير مفوضين جيدون جدا وهم جزء من نخبة الجيش الأمريكي".
وأردف يقول: "إن قوتهم الأساسية تكمن في مرونتهم وقدرتهم على أن يكونوا في مسرح العمل بشكل سريع سرعة مروعة".
ومضى هايمان يقول: "إذا ما كانت الولايات المتحدة تهاجم البصرة، على سبيل المثال، فإنه سيكون من المفيد للغاية إنزال لواء من الفرقة 101 في موقع إعتراضي، على مبعدة 10 أو 15 ميلا وراء القوة الرئيسية، من أجل الحيلولة دون حصول هجوم مضاد من الخلف".
وكان جنود من اللواء 187 التابع للفرقة في أفغانستان كجزء من القوات العاكفة على محاولة تعقب جماعات صغيرة من فلول القاعدة والطالبان.
تاريخ
وتتخذ الفرقة من فورت كامبل، في ولاية كنتاكي، مقرا لها، وهو ثالث أكبر موقع للجيش الأمريكي بعد فورت براج وفورت هود.
وإحدى أحسن ساعات الفرقة أزفت إبان الحرب العالمية الثاينة، عندما قادت الفرقة 101 الطريق في يوم الإنزال على البر الأوروبي في عمليات إنزال ليلية قبيل الاجتياح.
وأظهر جنود الفرقة أيضا شجاعة خلال معركة البلج. وفي باستونييه رفض العميد أنتوني ماكلوليف الاستسلام للألمان خلال هجومهم المضاد العنيف وواصل جنود النسور الزاعقة القتال إلى أن تم رفع الحصار.
إن جزءا رئيسيا من التدريب الذي يخضع له جنود الفرقة 101 هو دورة على مدى 14 يوما في مدرسة سابالوسكي للهجوم الجوي حيث يتعلم الجنود المهارات الفنية واللوجستية المطلوبة لنقل ما يصل إلى 5,000 جندي إلى مسافة تصل إلى 250 كيلومترا في غضون ساعتين فقط.
وتجمع الدورة ما بين التدريبات على القتال الهجومي، وعمليات القذف بالأحمال والهبوط على الحبال.
ويتوجب على الجنود أيضا قطيع طريق طولها 12 ميلا وهم يحملون جعبة ظهر مملوء بالكامل وبندقية هجومية في غضون ثلاث ساعات.
طائرات أساسية تستخدمها الفرقة:
أباتشي إيه أتش-64: وهي طارة هليكوبتر هجومية متطورة تستخدمها كافة وحدات الفرقة تقريبا. ويمكن لسرعتها أن تصل إلى 200 ميل في الساعة تقريبا، وتحمل بشكل روتيني صواريخ من طراز هلفاير، وصواريخ أف أف إيه آر ومدفعا رشاشا.
بلاك هوك يو أتش-60: وهي طائرة هليكوبتر للنقل على قدر عال من المتانة خاصة بالفرقة، تستخدم في نقل فرق هجومية قتالية. ويمكن لهذه المروحية أن تعدّل لتخدم كطائرة مدفاك ويمكنها أن تسير بسرعة تتجاوز 180 ميلا في الساعة.
تشينوك سي أتش-47: هذه الطائرة المخضرمة هي طائرة هليكوبتر متوسطة الحجم ذات مراوح ترادفية تستخدم للنقل يمكنها أن ترفع ثمانية أطنان وأن تسير بسرعة تصل إلى 150 ميلا في الساعة.