أودى أصغر استشهادي في أفغانستان بحياة ثلاثة من عناصر المارينز الملكية البريطانية، خلال أربعة وعشرين ساعة دموية، فقدت خلالها القوات البريطانية خمسة من جنودها في كل من العراق وأفغانستان، وفق تقرير.
وجاء هجوم إقليم "هلمند"، الذي نفذه أصغر استشهادي ضد القوات الغربية في أفغانستان، حتى اللحظة، بعد انفجار لغم أرضي أدى لمقتل مارينز رابع، فيما لقي الخامس مصرعه برصاص مسلحين في البصرة، بالعراق، وفق صحيفة "الاندبندنت."
فوفق تقارير صحفية، اقترب الصبي، الذي يعتقد أنه في 12 من العمر، وهو يجر عربة يد مفخخة، من دورية راجلة للمارينز من قوة الكوماندوز 45 البريطانية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم فور الانفجار، ولقي الرابع مصرعه بانفجار لغم أرضي في طريق مركبة مدرعة من طراز "جاكال"، في حادث هو الثاني من نوعه.
ويذكر أن "الجاكال"، نوع جديد من المركبات العسكرية المدرعة، مضادة للألغام الأرضية، أجريت اختبارات عليها العام الماضي، ونشرت في أفغانستان مؤخراً، وفق الصحيفة.
وكان أحد عناصر المارينز قد لقي حتفه في حادث مماثل بلغم أرضي في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
ويشير تكرار استهداف مركبات"جاكال" بالألغام الأرضية إلى تطوير حركة طالبان لإستراتيجياتها واستخدام عبوات أكثر فعالية وفتكاً لمواكبة أحدث المعدات العسكرية التي تستخدمها القوات الدولية في أفغانستان.
ومؤخراً، تزايدت معدلات استهداف القوات الدولية والبريطانية بالهجمات الإستشهادية في أفغانستان، إذ بلغ عدد ضحايا الجيش البريطاني 100 قتيل الصيف الفائت.
وتشير قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" والقوات الأفغانية إلى تزايد استخدام القوات المعادية للصبية والفتيان الصغار من "المدارس الدينية" في المناطق المتاخمة للحدود مع باكستان.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الحادث الأخير قيد التحقيق، فيما أشار مصدر عسكري بارز إلى أن القوات (البريطانية) تعرض نفسها لخطر الهجمات الاستشهادية بتسيير دوريات أمنية راجلة، إلا أن البعض يرى أن مثل هذه الإستراتيجية ضرورية لإختلاط بالمواطنين الأفغان والتفاعل معهم، وذلك بعد الظهور فقط في قوافل مدرعة.
ويذكر أن أحد القادة العسكريين في بريطانيا كان قد استبعد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، النجاح في تحقيق انجازات عسكرية حاسمة في أفغانستان، مشيراً إلى أن حركة طالبان ربما تدخل في سياق حل طويل الأمد للدولة التي يمزقها العنف الدموي، والذي تقوده الحركة المتشددة، وفق تقرير.
وقال العميد مارك كارلتون-سميث: "إذا كانت طالبان على استعداد للجلوس على الطرف الآخر من طاولة المفاوضات، والحديث عن تسوية سياسية، فهذا بالتحديد التقدم الذي سينهي مقاومة مثل هذه"."